12 - الكشف عن القاتل الحقيقي

استمر تشينغ شي باستلام طلبات التوصيل و كعادته لم يتوقف عن الثرثرة مع كل راكب يستقل سيارته.

زارت الشرطة كل معارف و أصدقاء تشينغ و من ضمنهم من كانوا يأكلون معه ليلة الحادثة دون أي نتيجة تذكر.

في حين طلبت لين دونشيوي من الطبيب الشرعي اجراء مخدرات على جسد الضحية و الذي أكد وجود مخدر الايثير مما دفع لين دونشيوي لتبليغ هذا الخبر بسرعة لتشينغ شي.

هذا الصباح كان تشينغ شي في خضم مناقشة الوضعية الاقتصادية لجنوب آسيا مع أحد ركابه قبل أن يستقبل اتصالا هاتفيا من لين دونشيوي.

صوت لين دونشيوي على الهاتف كان يملؤه الحماس و السعادة " لقد اكتشفت الأمر ! الضحية كانت لها صداقة مع طبيبة اسمها غاو شياوهوي "

" أرسلي العنوان لي "

" سأرسله لك عبر ويشات "

" أين أنت الآن ؟ "

" غاو شياوهوي تعمل حتى الظهيرة لذلك ستخرج بعد عشر دقائق تقريبا، سأتجه للحديث معها "

" انتظري! "

" أسرع بالقدوم ! " أمرت لين دونشيوي قبل أن تغلق الخط.

كانت تحمل لين دونشيوي تذكرة على رقم بينما كانت متجهة نحو المصعد.

ذهبت لين دونشيوي لقسم أمراض الجلد و الأمراض التناسلية حيث تعمل غاو شياوهوي و طرقت على باب احدى المكاتب الذي فتحته امرأة بلباس أنيق و ابتسامة مشعة " أين تعانين من الألم ؟ "

عرضت لين دونشيوي شارتها و قالت " أنا ضابطة شرطة و قد أتيت لأطرح عليك بضع أسئلة "

رفعت غاو شياوهوي حاجبها قليلا و سألت " بما أنك شرطية فعلى الأغلب تريدين سؤالي عن جو مينشينغ ؟ لقد سمعت بموتها من بعض الأصدقاء على ويشات مما جعلني حزينة للغاية...لا أصدق ما حصل "

بينما كانت تتحدث مسحت غاو شياوهوي عينيها بمنشفة ورقية و اعتلى وجهها الحزن و الأسى.

أحست لين دونشيوي بالتوتر و هي تقابل شخصا قد يكون قاتلا لكنها استعادت رباطة جأشها بسرعة.

" متى كانت آخر مرة جمعك بها لقاء مع الضحية ؟ "

" قبل بضع أشهر حين دعتني للخروج معها "

" اذن ..." لم تعرف لين دونشيوي عم تسئلها بعد ذلك " أين كنت تتواجدين ليلة الحادثة ؟ "

" أليس سؤالك هذا مفاجئا للغاية أيتها الضابطة ؟ هل تشكين بي ؟ لقد كانت صديقتي لسنوات "

" لقد كنت أسأل فقط " قالت لين دونشيوي بوجه محمر.

" في وقت الحادثة كنت..." تذكرت غاو شياوهوي " كنت مع بضع زملائي في تجمع عشاء و لا زال لدي الوصل من تلك الليلة "

أخرجت غاو شياوهوي وصلا من درج مكتبها و أرته للين دونشيوي التي تحققت من الوقت و اليوم مما جعلها في حيرة من خطوتها التالية.

ابتسمت غاو شياوهوي و سألت " هل هناك أية مشكلة ؟ سأعود لعملي ان لم يكن هناك شيء آخر "

" هل...آه...هل لديك أية مشاكل شخصية مع الضحية ؟ "

بدت غاو شياوهوي متفاجئة من السؤال و قالت " كما أخبرتك سابقا لقد كنا زميلتين بالكلية و علاقتي معها كانت جيدة للغاية "

ضمت لين دونشيوي يديها بغضب بينما وقفت غاو شياوهوي " أنا آسفة للغاية، علي الذهاب و الا فوت موعد تسليم الطعام بالكافيتيريا "

في هذه اللحظة فتح باب المكتب و ظهر تشينغ شي بوجه محمر و أنفاس متقطعة مما يوضح أنه جاء للمكتب جريا.

سأل تشينغ شي " اعذريني أيتها الطبيبة غاو لكن لدي سؤال لك "

" من أنت ؟ "

نظرت له لين دونشيوي كأنه منقذها و قالت " انه شريكي لقد كان يركن السيارة بالأسفل فقط "

استعمل تشينغ شي عينيه ليشير للين دونشيوي بعدم التدخل ثم أغلق الباب و أشار للطبيبة بالجلوس " أرجوك اجلسي أيتها الطبيبة غاو "

" سأحتاج للعودة للعمل لذا أتمنى أن يكون هذا سريعا "

" أظن أن ذلك لن يكون ممكنا " ابتسم تشينغ شي " لنتحدث عن كيفية قتلك لجو مينشينغ ! "

اتسعت حدقتا عيني غاو شياوهوي بشكل واضح و اكتسى وجه لين دونشيوي نفس التعبير. دروس التحقيق الجنائي التي أخذتها لم تذكر شيئا عن طريقة مباشرة كهذه في التحقيق.

" ما الذي تتحدث عنه ؟ " رفعت غاو شياوهوي صوتها " ما علاقتي بموت جو مينشينغ ؟ كيف تدخل لهنا بهذه الطريقة لمكان عملي و تتهمني بشيء شنيع كهذا، أتريد مني أن أرفع قضية ضدك ؟ "

" أظن أننا التقينا سابقا أيتها الطبيبة غاو " أشار تشينغ شي لوجهه.

" التقينا ؟ "

" لقد كان الجو مظلما للغاية حينها لذا مظهري ربما لم يكن واضحا لك لكنني أتذكرك. لقد ركبتِ سيارتي تلك الليلة. "

" أنت ...." ظهر على وجه غاو شياوهوي الارتباك.

" يبدو أنك تعرفتِ علي أخيرا، لقد كنت سائقك في تلك الليلة " ابتسم تشينغ شي " ان وجهتك كانت قريبة للغاية من موقع الجريمة "

اكتشفت غاو شياوهوي أنها خدعت و اتخذت وضعية دفاعية بضم ذراعيها و تقطيب حواجبها و زم شفتيها. لم تهرب هاته الحركات الصغيرة من ملاحظة تشينغ شي.

فتح تشينغ شي هاتفه و عرض صورة المعطف الذي وجده صدفة على غاو شياوهوي ثم سأل " هل يبدو لك هذا المعطف مألوفا ؟ "

عضت غاو شياوهوي على شفتها " أنا لا أعلم عما تتحدث "

" في تلك الليلة كان الجو باردا و مناسبا لهذا النوع من اللباس لكني أتذكر أنك كنت تلبسين ملابس قلية لذلك تسائلت في ذهني ’ ألا تحس هذه الجميلة بالبرد؟ ’ "

" الى أين تود الوصول بهذا ؟ "

" هل يعود هذا المعطف لك ؟ "

" لا و لم أره في حياتي أبدا "

" أوه، حقا ؟ ماذا ان وجدت الشرطة بصماتك و بقايا شعرك عليه؟ بماذا ستفسرين ذلك ؟ "

لم تجب غاو شياوهاو و التزمت الصمت. ما قاله تشينغ شي كان خدعة فقط فهو لا يملك السلطة للقيام بهذه التحاليل و حتى ان قام بها فلا وجود لعينة في قاعدة المعلومات للمطابقة(1).

" دعيني أكمل ما كنت أقوله، كان لدى جو مينشينغ موعد بفندق فينغ زيلين و بعد أن انتهت منه حوالي الساعة الثامنة مساء اتصلتِ بها و طلبتِ منها المشي معك بجانب النهر ثم استخدمتِ مخدر الايثير المحضر سابقا لافقادها الوعي. بعد ذلك قمتِ باستخدام حبل تسلق لخنقها من الخلف لكن حدث شيء مخالف لخطتك، جرعة المخدر لم تكن كافية مما مكن الضحية من الاستيقاظ و الصراع على حياتها و ذلك أدى لنزعها زرا من معطفك "

" بعد قتلك لها قمتِ بأخذ حقيبة الضحية و ذهبتِ مسرعة لكنك لاحظتِ اختفاء أحد أزرار معطفك مما أدى لارتباكك. بعد التفكير قليلا قررتِ نزع المعطف و رميه ثم الاتصال بشركة وانغ يوش لطلب سيارة أجرة، بالطبع لم تتوقعي أني سأستمر بالتحدث معك و ازعاجك مما حفزك لوضع خطة أخرى بعد تذكركِ لقضية القتل التي تورطت بها شركة وانغ يوش قبل أشهر. لذلك استخدمتِ هاتف جو مينشينغ لارسال رسائل نصية لحبيبها لوضع الشبهات علي "

" بعد النزول من السيارة عدت للنهر و قمتِ بتمزيق ملابس الضحية و حاولتِ تزييف الجريمة على أنها اغتصاب ثم رميتِ حقيبتها بالنهر. خطتك حقا كادت تنجح لأن الشرطة افترضت أن هذه قضية قتل مشابهة لقضية سائق وانغ يوش السابقة و بفضلك تمت دعوتي لمركز الشرطة، لكن أخطأتِ بشيء واحد فمن بين كل السيارات بالعالم لم يكن عليكِ استقلال سيارتي ! "

----------------------------------------------------------------------------------------------------------

(1) : تحاليل الشرطة تتم بمقارنة بصمات أو حمض نووي تم ايجاده بسلاح الجريمة او مسرح الجريمة بعينات مسجلة مسبقا في قاعدة المعلومات. بالنسبة لطبيب أو شخص عادي لم يرتكب جريمة بحياته فلن توجد أي عينة في قاعدة المعلومات.

2021/03/22 · 175 مشاهدة · 1161 كلمة
نادي الروايات - 2024